جاك المغامر

جاك المغامر

كان "جاك برايس" شابًا مسيحيًا، في السنة الأولى من دراسته الجامعية؛ ولأن الإنجيل علمنا النشاط وعدم الكسل، لذا كان "جاك" يعمل في بيع الجرائد المسائية بعد نهاية يومه الدراسي.
وفي يوم من الأيام شعر "جاك" بتثقل في قلبه بعمل الروح القدس، أن يقدم لأحد زبائنه، ويدعى مستر "هوارد" نبذة تتحدث عن المسيح وعمله على الصليب، مع الجريدة, حيث لاحظ "جاك" أن مستر "هوارد" يعاني الوحدة، وتبدو عليه دائمًا علامات الشقاء والبؤس والكآبة المستمرة. ومستر "هوارد" هذا شيخ يبلغ من العمر ثمانين عامًا. وأراد "جاك برايس" أن يوصل بشارة الإنجيل المفرحة لهذا الرجل، آملاً أن يدخل المسيح حياته، فيبدد ظلمته وبؤسه قبل نهايه عمره. وقرر "جاك" أن يخوض هذه المغامرة ..
ما أن قدم "جاك" النبذة لمستر "هوارد" حتى صرخ الأخير في وجهه بكل عنف وحِدَّة:
- «احتفظ بهذه الأشياء الحمقاء لنفسك، ولا تحاول أن تضايقني مرة أخرى بهذه الأمور التافهه. ارمِ لي الجريدة في الشُرفة. هذا هو كل المطلوب منك وحسب!»
احمرَّ وجه "جاك" خجلاً، واعتذر لمستر "هوارد" قائلا:
- «كلا يا سيدي! لم أُرد أن أضايقك، ولكني أومن أن الرب يسوع المسيح هو مصدر الفرح الحقيقي لكل إنسان، لهذا أردت أن أشاركك هذه النبذة التي تتحدث عن محبته، لتشاركني الأفراح ..»
لكن مستر "هوارد" أغلق الباب في وجه "جاك".
بعد عدة أيام، وفي الصباح، لاحظ "جاك" أن الجريدة التي قذفها لمستر "هوارد" بالأمس موجودة في مكانها بالشُرفة، فظنَّ أن هذا راجع لتقلب مِزاج مستر "هوارد".
في اليوم التالي لاحظ أن جريدة الأمس أيضًا موجودة مع جريدة أول أمس، والأضواء مضاءة! فقرر "جاك" أن يغامر مرة أخرى ويَدخل للاطمئنان على مستر "هوارد".
ولما دخل فوجيء بأن الأبواب مفتوحة، فقرر أيضا أن يغامر ويدخل، وهو يتوقع سيلاً من القذف والسباب والشتائم من جانب مستر "هوارد". ولما دخل بهدوء سمع صوت أنين خافت، فتتبَّعه، فإذ به يجد مستر "هوارد" ساقط على الأرض أسفل السلم الداخلي للبيت. فاستنتج "جاك" على الفور أن مستر "هوارد" قد سقط من على السلم ولم يستطع القيام مرة أخرى.
كان مستر "هوارد" نصف واعٍ، وسمع منه "جاك" بصعوبة رغبته في كوب ماء، فأحضره له سريعًا. وسند رأس "هوارد" وسقاه, وأسرع للتليفون وطلب الإسعاف، فجاءت سيارة الإسعاف مسرعة، ونقلت مستر "هوارد" للمستشفي.
بعد عدة أيام، وأثناء زيارة "جاك برايس" لمستر "هوارد" في المستشفى، وكان قد بدأ يسترد عافيته، قال له مستر "هوارد":
- «سامحني يا ابني على أسلوبي الفظّ معك عندما قدمت لي النبذة منذ عدة أيام. إني الآن مديون لك بحياتي، فهل تحكي لي الآن عما عمله المسيح لأجلي؟»
كانت فرصة رائعة "لجاك برايس" أن يخبر مستر "هوارد" بما يحتويه الإنجيل: {وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ وَقَبِلْتُمُوهُ وَتَقُومُونَ فِيهِ وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ ... فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ» (1كو15: 1-4).
ولما صلى مستر "هوارد" وطلب خلاص المسيح، تمتع بغفران الخطايا، وغمرته محبة الله. ولأول مرة في حياته يشعر بسلام الله الحقيقي يملأ قلبه، وبقى ما بقي من سني حياته يخدم المسيح ويشهد عنه للآخرين.
صديقي القاريء العزيز .. صديقتي القارئة العزيزة، هل تمتعت بالفرح في المسيح؟ كل الذين تقابلوا مع الرب يسوع تمتعوا بالفرح الحقيقي:
فهذا الوزير الحبشي كان يتمتع بكل الامكانيات، لكن عندما تقابل مع المسيح كُتب عنه: {فَأَجَابَ: «أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ». فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ فَعَمَّدَهُ. وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ خَطَفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ فَلَمْ يُبْصِرْهُ الْخَصِيُّ أَيْضًا وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا» (أعمال8: 37-39)
والابن الراجع الذي حكى عنه الرب يسوع المسيح مكتوب عنه: {فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: «أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ واجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاً فَوُجِدَ». فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا} (لوقا15: 22-25)
وزكا، رئيس العشارين، أيضا تمتع بالفرح الحقيقي كما هو مكتوب: {فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ وَقَالَ لَهُ:«يَا زَكَّا أَسْرِعْ وَانْزِلْ لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا} (لوقا19: 5و6)
وغيرهم عبر ألفي عام ينطبق عليهم: {الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ} (1بطرس1: 8)
فهل تأتي معي، كما أتي مستر "هوارد" للمسيح، وتصلي؟
صلاة:  يا من لأجلي صُلبت في جراح وصراخ،  لتنسج لي الأفراح والنجاح،  أدعوك بإلحاح،  لترحمني وتمنحني السماح،  فينجلي ليلي ويشرق لي الصباح.  آمين.
زكريا استاورو

التعليقـــات


بحث الموقع
Loading
اكثر 5 قصص فراءة
اكثر 5 قصص مشاهدة
جديد القصص