عندما تصل وطنك

عندما تصل وطنك

وُلد الرئيس الأمريكي "فرانكلين دي روزفلت" Franklin D. Roosevelt في عام 1882م. وكان الرئيس الثاني والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية. وتولى الرياسة من عام 1933م إلى عام 1945م. ورحل عن دنيانا في 12أبريل 1945م. ومن أشهر عباراته التي قالها: «يجب على الشعب الأمريكي أن لا يخاف إلا الخوف».
حدثت هذه القصة عندما كان الرئيس "روزفلت" راجعًا بالسفينة من رحلة صيد، وكان معه على ظهر السفينة طاقم الحراسة والصحافة والخدم الخاص به، وتصادف وجود أحد المرسلين الذي كان عائدًا هو وزوجته على ظهر ذات السفينة، بعد أن قضيا كل حياتهما في خدمة الرب يسوع المسيح وخدمة النفوس الضالة في ظلام الوثنية في مجاهل أفريقيا في ذلك الحين, لقد سافرا للخدمة لأفريقيا منذ سنين طويلة في شبابهما وها السنين مضت كالحلم في المنام، وقررا أن ينهيا حياتهما في أرض الوطن.
أقتربت السفينة من الميناء فلاحظ المرسل وزوجته الأعلام والزينات والجموع الغفيرة التي كانت تحمل الزهور والبعض الأخر يحمل لافتات الترحيب التي تستقبل السفينة وسمعا من على بعد أصوات الموسيقى والهتافات وعندها همس الزوج في أذن زوجته كيف عرفت هذه الجموع بعودتنا؟ لم أرسل إلا إلى عدد قليل من أعظاء الكنيسة أكيد أنهم أعلنوا خبر عودتنا في بعض الجرائد الجرائد المحلية.
اقتربت السفينة أكثر فأكثر، وعندها أصيب المرسل بالخيبة لما علم أن هذه الجموع قد جاءت لاستقبال الرئيس "روزفلت" وليس لاستقباله هو. وحتى الأفراد القلائل الذين كان المرسل قد أخبرهم بعودته لم يكونوا في انتظاره في الميناء عند عودته, فحزن المرسل جدا، إذ لم يوجد ولا حتى شخص واحد لاستقباله مع زوجته المرسلة العجوز، بعد تلك السنين الطويلة بعيدا عن وطنهما.
نزل ذلك المرسل وزوجته من الباخرة، من دون أن يشعر أحد بقدومهما، ونزلا في فندق بسيط جدًا، إلى أن يتيسر لهما استئجار بيت صغير للسكن فيه. في تلك الليلة بدأ الشيطان يبث الأحزان والتذمر في قلب هذا المرسل المخلص وفي قلب زوجته، وضاق به الأمر جدا، ولم يجد مكانًا للتعزية إلا في مخدع الصلاة.
وبينما هو يصلي ويتحاجج مع الرب، أخذ يقول للرب:
- «يا رب، لقد خدمتك بأمانة كل هذه السنين الطويلة، ولم أجد ولا شخص واحد يسستقبلنا أنا وزوجتي في الميناء! بينما جاء الرئيس من رحلة للصيد، وها المئات في استقباله!! لماذا لا تكرم خادمك في عودته للوطن بعد سنين الخدمة هذه؟»
وبينما هو يصلي سمع صوت الرب الرقيق، والذي تعود على سماعه سنين طويلة، صوت الرب الحاني، يتحدث إلى أعماقه بشدة قائلا:
- «لكنك لم ترجع لوطنك بعد. وعندما ترجع إلى وطنك سيكون الترحاب بك أكثر جدًا مما رأيته من مشهد الترحاب بعودة الرئيس "روزفلت" لنيويورك»
فقال المرسل للرب:
- «ولكني ها أنا قد عدت لوطني في الولايات المتحدة الأمريكية». فأجابه الرب:
- «لا! بل وطنك الأبدي السماوي معي في المدينة التي لها الأساسات»
وعندها لمعت في عيني هذا المرسل هذه الآيات التي كان قرأها ووعظ بها من قبل مئات المرات: {مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هَذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَنًا. فَلَوْ ذَكَرُوا ذَلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. وَلَكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذَلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً} (عبرانيين11: 14-16).
صديقي القاريء العزيز .. صديقتي القارئة العزيزة، أين هو وطنك الأبدي؟ جميعنا غرباء هنا على الأرض .. {لأَنَّ الإِنْسَانَ ذَاهِبٌ إِلَى بَيْتِهِ الأَبَدِيِّ} (جامعة11: 5) ولكل منا بيت ووطن أبدي إما في السماء مع المسيح كما قال: {«لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضا} (يوحنا14: 1-3)، أو في الجحيم مع الشياطين كما هو مكتوب: {اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ} (متى25: 41).
هل وطنك سماوي كهذا المرسل؟ هل لك جنسية سماوية؟ كما هو مكتوب: {فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ (أي: رعايا الدولة السماوية) مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اَللهِ} (أفسس2: 19) {فَإِنَّ سِيرَتَنَا (أي: جنسيتنا) نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ} (كولوسِّي3: 20)
إن كان هكذا، فالمكافآت ولا شك مؤكدة في المستقبل القريب هناك، لأننا نحن الذين آمنَّا بالرب يسوع، صرنا ملوكًا حقيقيين كما هو مكتوب: {يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لِلَّهِ أَبِيهِ، لَهُ لْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ}(رؤيا1: 5،6) {وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا لِلَّهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ،وَجَعَلْتَنَا لإِلَهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ»} (رؤيا 5: 9و10)
وإن لم تكن قد قبلته بعد، فإني أرجوك: تعال الآن للرب يسوع، واقبله في قلبك هنا، ليضمن لك مكانًا معه هناك في البيت الأبدي. فهل تصلي معي؟
صلاة:  يا ربي يسوع  إني أفتح لك قلبي.  أهدي لك حبي  أنت وطني وملكي وربي  وفيك بيتي ودربي.  آمين.
زكريا استاورو

التعليقـــات


بحث الموقع
Loading
اكثر 5 قصص فراءة
اكثر 5 قصص مشاهدة
جديد القصص