السامري الصالح
وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا».وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ.فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.وَلَكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ واعْتَنَى بِهِ.وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ.فَأَيُّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟»فَقَالَ: «ﭐلَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا».( لو 10: 25-37)
أولاً-طريق الإنسان :
1-إنسان نازل :كل إنسان مولود بالخطية ( مز 51: 5 ، 3:58 & أش 8:48 ) والخطية تؤدي دائماً للانحدار (هو14: 1،9 & تك 12: 9) حتى الانحدار إلى الهاوية ( لو 16: 23-26)
2-من أورشليم إلى أريحا:أورشليم تعني مدينة السلام وتشير إلى العلاقة والشركة مع الله وأريحا تعني الرائحة العطرية وهي صورة للعالم في لعنته وحريقه القادم (يش6: 24-27) ومنذ سقوط آدم (تك3) حتى اليوم والإنسان هارب من الله
3- وقع بين لصوص : يوصف الشيطان بأوصاف كثيرة منها أنه السارق (يو 10: 10)
4- عروه : العري من أول ثمار الخطية ونتائجها . آدم وحواء علما أنهما عريانان ( تك3 :7)
5- جرحوه : الجروح سواء نفسيه أو جسديه أو روحيه هي من نتائج عمل إبليس (أم 7: 26 ، 23: 29)
6- مضوا وتركوه : إبليس بعد أن يجرح الإنسان لابد أن يشعره بالوحدة والخوف (عب 2: 15)
7- بين حي وميت : صورة صادقة للخاطي فإن كان حي جسدياً لكن ميت أدبياً (أف 2: 1) وسيموت أبدياً (رؤ 20: 14)
ثانياً-ضيق الوجدان :
الكاهن واللاوي اللذان يأتي عنهما الحديث (عرض) "00فرآه وجاز مقابله 0 إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله(لو 10 :31،32) يشيران إلى الناموس والأنبياء منذ سقوط الإنسان وحتى مجيء المسيح00 لم تصلح في شفاء الإنسان لأن الناموس قد زيد بسبب التعديات (غلا 3: 19،24)
ثالثاً-الصديق الحنّان:
( أ ) المجيء الأول للحنان : الرب يسوع هو المرموز إليه في القصة بالسامري الصالح :
1-سامرياً مسافراً:كان اليهود في عداء ولا يعاملون السامريين (يو 4: 9) ورغم أن البشر كانوا في عداء مع الله (رو10:5 & كو1: 21 & 2كو5 :19) تجسد المسيح في حب شديد مسافراً من السماء إلينا (في2: 5،7& 1تيم16:3& يو1:1-14)
2-جاء إليه:لاحظ الفرق بين الكاهن واللاوي والسامري الصالح 00 هما عرض00 جاز مقابله أما الرب فقد جاء خصيصاً إلى الإنسان 00 ولقد مر الرب يسوع في الصليب قبل المراحل الذي مر بها الإنسان الجريح فلقد تنازل (في 5:2) وجاء إلى أرض اللعنة بل صار لعنه لأجلنا (غلا13:3) وكان في معركة رهيبة مع الشيطان عند الصليب (لو53:22، كو15:2) ولقد عروه (مت28:27) وجرحوه (أش5:53) والجميع تركوه (مت56::26) ولقد مات المسيح لأجلنا ( رو8:5)
3-تحنن : 1 أزال انزعاجهم (مت9: 36)2-شفى مرضاهم (مت14: 14) 3-اشبع جوعاهم (مت14: 20) 4- سدد ديونهم (مت18: 27) 5- فتح أعينهم (مت20: 34) 6-شفى برصهم(مرقس1: 41) 7-علم جهلاهم (مرقس6: 34) 8- أقام موتاهم (لو7: 13) 9- ضمد جراحاتهم (لوقا10: 33) 10- رد ضلالهم (لوقا15: 20)
4-ضمد جراحه: الرب بجراحاته يشفي جراحاتنا ( أش 5:53 & 1بط 24:2)
5-صب عليها زيت وخمراً : الزيت إشارة للروح القدس (2كو 21:1،22) والخمر يشير إلى أفراح الروح القدس (أف18:5) فالروح القدس يعالجنا ويشجعنا ويعزينا .
6-أركبه على دابته : كل ما للمسيح من امتيازات أخذها الإنسان المؤمن في المسيح ( يو 17 & أف 1 )
7-أتى به إلى فندق واعتنى به:المؤمن صار سماوي غريب على الأرض كأنه في فندق عناية الرب يسوع (2كو 5: 5- 7 & 1بط 2: 11)
( ب ) المجيء الثاني للحنّان : وفي الغد لما مضى - إشارة لصعود المسيح إلى السماء بعد القيامة بأربعين يوم (أع1) أخرج دينارين – الدينار أجرة العامل في يوم (مت2:20) وبالنسبه لمجيء الرب الثاني يوم واحد عند الرب كألف سنه وألف سنه كيوم واحد فلا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ (2بط8:3،9) وأعطى الدينارين لصاحب الفندق صورة لعطايا الرب من مواهب للكنيسة 00 تكفي حتى يومين للعناية بالمؤمن وقال له اعتنى به ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك0 فهل ينفق الخدام أكثر مما أعطاه السامري ؟ !! ( هو 6: 2) فعند رجوعي أوفيك 0كلام هام عن حقيقة مجيء الرب الثاني القريب (1كو51:15-55 & 1تس 13:4-18& رؤ11:3 ، 7:22 ، 12، 20 )
زكريا استاورو