يمكن آخر فرصة
يمكن آخر فرصة
كان الشتاء القارص ببرده وثلوجه وأمطاره يغطي كل المكان بينما كان الشاب تيموثاوس أو كما يدعونه تيم في طريقه إلى بيته بعد يوم مجهد وشاق في العمل, حيث كان تيم يعمل في استخراج الفحم من مناجم الفحم ,ولما كانت الثلوج المتراكمة كثيرة وشعر تيم أنه لن يستطيع الوصول للبيت أخذ يبحث عن مكان يختبيء فيه ويستدفيء لبعض الوقت ومن بعيد أبصر تيم بيت مضيء فتحرك نحو المكان وعندما أقترب أدرك تيم أن المبنى لكنيسة صغيرة فدخل القاعة وكان لا يعنيه سوى دفيء المكان وجلس في مقعد في آخر القاعة وكان كارز بالإنجيل يتحدث في القاعة ولكن تيم لم يفهم شيء مما يقوله المبشر فلم يكن تيم من المترددين على الكنائس ولم يسمع الإنجيل من قبل , ولكن حديث المبشر جذب أنتباه تيم وقليلاً فقليلاً، اندمج تيم مع المتحدث، وابتدأ يستشعر أهمية الأمر، إذ كان الرجل يتحدث عن أهمية الخلاص وخطورة إهماله ولكن تيم بدأ يركز في بعض الكلمات مثل الخطية والخلاص والجحيم والدينونة والأبدية ودم المسيح والصليب.
انتهى الأجتماع لكن تيم لم يخرج مع من خرجوا وذهبوا إلى بيوتهم لكنه اتجه إلى المبشِّر وقال له : أنا لم أفهم ما كنت تقوله لكني غير مستعد لمواجه الله لأني فعلت شرور كثيرة فأرجوك ساعدني أنا لا أريد أن أذهب للجحيم أجتهد المبشِّر أن يبسط بشارة الإنجيل لتيم وبعد نصف ساعة سأله أن كان قد فهم ما عمله المسيح لفدائنا لكن تيم جاوب المبشِّر بالنفي ثم كرّر المبشر المحاولة مرة ومرات دون جدوى وعندها قال الخادم لتيم :أعتقد أن الوقت قد تأخر فقد جاوزنا منتصف الليل ولا بد أنك ستذهب لعملك باكرا في الغد فالآن اذهب إلى بيتك وعُد إلى هنا مساءَ غدٍ لنستكمل الحديث لكن تيموثاوس رفض بشدة أن يترك المبشر وقال له: غدًا قد يكون متأخرًا، لا يمكنني الخروج من هنا إن لم أسوّي الأمر مع الله وأجد السلام وأمام إلحاحه، استمر المبشر في محاولاته؛ إلى أن وصل تيم إلى فهم الرسالة البسيطة: أنه خاطئ، يستحق الموت الأبدي، إلا أن المسيح مات بالنيابة عنه، ليمنحه الحياة الأبدية، إن هو أتى إليه بالتوبة والإيمان.انفجر تيم يصلّي بدموع معترفًا بخطاياه للرب يسوع طالبًا منه الغفران. وبعد الصلاة بدت الفرحة الغامرة الحقيقية على وجه تيم وشعر أن جبلاً قد انزاح عن كاهله. وافترق الرجلان على موعد للقاء.
في الغد ذهب تيم إلى عمله كعادته. وفي أثناء النهار، وإذ كان يعمل في جزء متطرف من المنجم؛ فوجئ الجميع بصوت انهيار شديد. اكتشفوا أن الجزء الذي كان يعمل فيه تيم قد انهار.
سارع الجميع لإنقاذ تيم وتمكنوا بالفعل من رفع الكتل الحجرية المتساقطة. وأخرجوه وهو يتمتم بصوت ضعيف:شكرًا لله أن الأمر قد تمّ تسويته بالأمس،أشكر الله أني لم أؤجل خلاص نفسي وأشكر الرب ،ي لم اطيع الخادم عندما قال لي تعال غدا فالليلة كانت ستكون متأخرة جدًا. أشكر الرب يسوع لأن فرصتي لم تَضِع. وما هي إلا دقائق حتى فارق هذه الحياة، لكي يكون مع المسيح حيث الأفضل جدًا.
عزيزي القاريء عزيزتي القارئة:أن هذه القصة الحقيقية ذكرتني بترنيمة بهجت عدلي الشهيرة التي تقول
أوعى تأجل مين هيجيب لك عمرك تاني
أوعى تأجل ين راح يضمن عمره ثواني
دلوقتي عنك فرصة يمكن آخر فرصة
الباب مفتوح قدامك ماتأجلش لبكرة
عزيزي القاريء عزيزتي القارئة: أن تيم يذكرني باللص التائب الذي حصل على الحياة الأبدية في آخر أيام حياته (لوقا23: 39-43) وهو تمتع بإيمان عجيب فهو :
أولا-خاطئ كأي إنسان:بِذَلِكَ أَيْضاً كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ.(متى27: 43) القلب نجيس(أرميا17: 9) الكل فسد(رومية3: 22و23) عداوة لله(8: 7و8) كلنا لصوص(أشعياء43: 7وملا3: 8)
ثانيا-منتهى العجز والهوان:مسمر لا يستطيع(يوحنا5: 3) ضعفاء(رومية5: 6) كالأبرص(لاوين13و14) والنازفة(مرقس5: 26) انتصار النعمة(أفسس2: 8-10وتيطس3: 5)
ثالثا- استغل الفرصة الآن: لأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ (2كو6: 1) فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ».(أعمال17: 30) فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ (لو12: 20) أَنْتُمُ لَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. (يعقوب4: 14)لأَنَّ الإِنْسَانَ أَيْضاً لاَ يَعْرِفُ وَقْتَهُ. كَالأَسْمَاكِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِشَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ وَكَالْعَصَافِيرِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِالشَّرَكِ كَذَلِكَ تُقْتَنَصُ بَنُو الْبَشَرِ فِي وَقْتِ شَرٍّ إِذْ يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَغْتَةً (جامعة9: 12)
رابعا توبة وإيمان:1-صار يخاف الله:أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ(رو3: 18و2كو7: 1)
2-اقر بعدل الله:إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ(دان4: 37ورو16: 5و7)
3-اعتراف بالخطية:لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا(أم28: 13و1يو1: 9)
4-شهد ببر المسيح:وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ(متى27: 39)كيهوذا وبيلاطس وامرأته(متى27: 4و19و24)
5-صلى:كالعشار(لو18: 13)وشاول(أع9: 6و11)
6-طلب المخلص:ﭐذْكُرْنِي(أش55: 6و7و49: 15)
7-آمن:1-رغم كل المشككات:(رو10: 10-14)الله قدس روحه(2تس2: 13و1بط1: 2) 2-بالخلود:أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ(2تي1: 10) 3-أنه الغفور:أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا,سمعه يغفر لقاتليه(لو23: 34ومت9: 2و6ولو7: 48) 4-انه المخلص:أذكرني(لو2: 11ومت1: 21)(تك40: 14و23) 5-بربوبية المسيح:رغم كل الأحداث,ﭐذْكُرْنِي يَا رَبُّ(مت26: 7) 6-آمن انه الملك:مَلَكُوتِكَ(مت2: 2) 7-بمجيئه الثاني:مَتَى جِئْتَ (يو14: 2ورو22: 20)
فهل تأتي مع اللص التائب ومع تيم مصليا معي الآن:
صلاة:يا رب أتي إليك الآن وقبل فوان الأوان أرحمني أنا أضعف إنسان وأمنحنى عطفك والغفران أمين