غابة الصنوبر
وُلد خادم الرب الراحل برنابا نوس في جمهورية مصر العربية في يوم 18/6/1898م ورحل عن دنيانا في فجر يوم الأحد 17/9/1967م ولقد تميزت خدمته بالنأثير القوي لعمل الروح القدس إذ كان بحق رجل الصلاة وخدم الرب بأمانة في مصر ولبنان والأردن وفلسطين وسوريا وأماكن آخرى في العالم وربح القس برنابا نوس نفوس كثيرة للرب يسوع من بينها الأخ الراحل فؤاد عجميان الذي كتب ابنه نبيل عجميان قصة مقابلة ابيه مع المسيح ونشرها في مجلة النعمة بموقع النعمة على الأنترنت ويقول: وُلد فؤاد عجميان في نهاية القرن التاسع عشر في ضيعة متن عرنوق السورية ومنذ أن كان طفل كان يتيم الأب وقبل ان يبلغ العشرين من العمر ترك بيت ابيه وهاجر الى لبنان ليتمتع بجمال الطبيعة وليحصل على فرصة للعمل.
تزوج فؤاد عجميان من فتاة لبنانية وانجب منها ولدان ولكن ادمانه للقمار جعله يخسر كل شيء حتى باع بدلة العرس وخاتم الزفاف وبدد ثمنها على طاولات القمار ولما فشل في حياته قرر الطلاق من زوجته ليتخلص منها ومن ولديه وحسب الميعاد تقابل مع زوجته وولديه أمام إحدى الكنائس في بيروت ولما كان الولدان مع أمهما قالت لهما:اذهبا إلى ابيكما!!! وعندما ذهبا الى ابيهما الذي انعدمت من قلبه كل محبة ورحمة قال لهما: ارجعا الى أمّكما ولما شعرا أنهما مرفوضان من الأب والأم لم يذهبا لأحد بل تعانقا عند إحدى زوايا مبنى الكنيسة حيث أجهشا في البكاء في منظر مأساوي حزين فتركهما الأب القاسي لحال سبيلهما مع أمهما وذهب هاربا من العائلة بل ومن الله في طريقه للعودة من لبنان إلى مدينة حلب السورية وبعد أن مر بمدينة طرابلس جلس ليستريح في ظل شجرة وفجأة جلس بجوارة ثلاث رجال لم يكن يعرفهم وطلب أحدهم من الآخر أن يحكي له قصة الأبن الضال والآب المحب حسبما وردت في إنجيل لوقا أصحاح 15 ولما سمع فؤاد عجيمان القصة تأكد أنها تشبه قصته فرجع لبيروت على أمل أن يبدأ بداية جديد في عمله وعائلته كالأبن الراجع وفي الصباح حصل على بعض الأموال من أحد زبائنه القدامى لكن للأسف خسر ايضاً كل ما يملك وبدده على طاولة القمار ولما أخبر أصحابه بقصته تحنن أحدهم عليه واعطاه ما يكفي لوجبة طعام واحدة فشعر بخزي الخطية وفكر بل وقرر الأنتحار فذهب الى دكان السيد سعيد نجم في احدى احياء بيروت واشترى منه أداة للموت وتوجّه بعدها الى غابة الصنوبر في منطقة السيوفي ببيروت ليقتل نفسه لكن الله الآب المحب أرسل له وفي نفس المكان بارشاد الروح القدس وبطريقة عجيبة خادم الرب الذي كان يعرفه خادم الرب الراحل عيسى المصري ولما رأه سأله:أأنت فؤاد عجميان؟ وما الذي تحمله في يدك هنا في الغابة؟ فلما أعترف فؤاد عجميان بأنه كان ينتحر وحكي للخادم قصته بالتفصيل قال له الخادم:انت تحتاج إلى علاج جزري من الرب يسوع المسيح الطبيب العظيم واستضافه وأخذه في مساء ذلك اليوم الى الكنيسة للاستماع الى خادم الرب برنابا نوس الذي تكلم بارشاد الروح القدس أيضا في هذه الليلة عن الرب يسوع المسيح الطبيب العظيم الأخصائي في تغير القلب والحياة فأعترف فؤاد عجميان للرب بخطاياه وطلب من الرب أن يعطيه قلبا جديدا فكانت تلك الليلة فاصلة وتاريخية في حياته وصار في المسيح خليقة جديدة ورجع إلى زوجته وأولادة وغيّر الرب كل كيانه ومسلكه مما جعل المحيطين به وخصوصاً من غير المؤمنين يتعجبون. إذ قال احدهم :سبحان الذي غيّر الذي لا يمكن تغييره .. هذا الانسان المستعبد لشروره إذ اعاد له كرامته وعائلته وجعل حياته تشعّ بنور المسيح.
صديقي القاري العزيز صديقتي القارئة العزيزة حقا أن الرب يسوع هو الطبيب الأعظم لقد صلى داود النبي قديما قائلا: قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.(مزمور51: 10) ومكتوب:إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً (2كورنثوس5: 17) لقد ذكرتني قصة فؤاد عجميان الذي كاد أن يقتل نفسه قبل أن يتمتع بخلاص المسيح بقصة حافظ السجن في فيلبي (أعمال16: 33-40) فهو:
1-نائم:«اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ»(أف5: 14)«مَا لَكَ نَائِماً؟ قُمِ اصْرُخْ إِلَى إِلَهِكَ(يونان1: 6)
2-يفكر في الانتحار: اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ ظَانّاً أَنَّ الْمَسْجُونِينَ قَدْ هَرَبُوا, مثل شمشون(قضاة16: 29-30) شاول الملك(1أخبار10: 4و5) أخيتوفل(2صموئيل17: 23) زمري الملك(1ملوك16: 18) يهوذا الأسخريوطي(متى27: 25)
3-في ظلام:طلب ضوءً ة,سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي(مزمور119: 105) كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ (يوحنا1: 9 و 8: 12)
4-مرتعد:َانْدَفَعَ إِلَى دَاخِلٍ وَخَرَّ لِبُولُسَ وَسِيلاَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي!إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ (إشعياء6: 5ويوحنا10: 10)
5-حائر وسأل:«يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» كالوزير الحبشي,كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟ (أعمال8: 31)
6-يبحث عن الخلاص:يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ,نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ.الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ(1بطرس1: 10)
7-بيته يحتاج للخلاص:فَقَالاَ:«آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ».البيوت البرصاء(لاوين13و14)
وتمتع بالخلاص:1-سمع كلمة الله:وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ.إِذاً الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ والْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ(رومية10: 17)
2-قد آمن بالله:آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فالرب يسوع هو الله الظاهر في الجسد(1تيموثاوس3: 16وأفسس2: 8-10)
3-تمتع بالخلاص: وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ(متى1: 21)
4-غسلهما من الجراحات:صار خليقة جديدة(2كورنثوس5: 17) فرد المسلوب كزكا (لوقا19: 8) عرف المحبة(1يوحنا3: 14)
5-اعتمد هو وأهل بيته: الدفن مع المسيح (رومية6: 4)
6-فتح البيت:اصعدهما إلى بيته:فتح بيته كليديا(أعمال16: 15) صار يقبل الأخوة(3يوحنا5) قدم لهما مائدة:تعلم العطاء (1كورنثوس9: 11) عاكف على إضافة الغرباء(رومية12: 13وعبرانين13: 2و1بطرس4: 9) تهلل مع بيته: صَوْتُ تَرَنُّمٍ وَخَلاَصٍ فِي خِيَامِ الصِّدِّيقِينَ. يَمِينُ الرَّبِّ صَانِعَةٌ بِبَأْسٍ(مز118: 15)
7-عرف معنى السلام:فَأَخْبَرَ حَافِظُ السِّجْنِ بُولُسَ أَنَّ الْوُلاَةَ قَدْ أَرْسَلُوا أَنْ تُطْلَقَا فَاخْرُجَا الآنَ وَاذْهَبَا بِسَلاَمٍ (رو5: 1)
فهل تمتعت بخلاص الله مثل حافظ السجن والأخ فؤاد عجيمان؟ هل تأتي معي للمسيح مصليا؟
صلاة :يارب اشعر بالفشل والانهيار... وحياتي صارت علقم ومرار.. فارحمنى وخلصني انا اشقى الأشرار.. يا من لأجلي سمرت بالمسمار..فوق صليب اللعنة والعار.. كسر قيودي ووحطم عني الأسوار.. لأسجد لك كل أيامي في الليل والنهار آمين