إهدا بيد المؤلف
{كل الكتاب هو مُوحىً به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر} (2تي 16:3)
قررت ماري، الفتاة المسيحية التقية، أن تُهدي الكتاب المقدس إلى أبيها الذي تحبه بمناسبة عيد ميلاده، على أن تصلي لأجله لكي يقرأه، لعله يترك إلحاده ويعود إلى الله المُحب. وعندما فتحت ماري الكتاب المقدس الذي اشترته لكي تكتب على الصفحة الأولى كلمة إهداء، لم تعرف ماذا تكتب. هل تكتب له:
«من ماري»؟ هذا ليس كافيًا ليعبّر عما بداخلها تجاهه، ولا ليعبر عن أهمية الكتاب المقدس أيضًا. ثم قالت:
«هل أكتب: من ابنتك التي تُحبك ماري»؟ هذا أيضًا ليس كافيًا، فهناك آخرون يحبونه. وعندها خطرت على بالها فكرة قررت سريعًا أن تُنفذها؛ لماذا لا تذهب إلى مكتبة أبيها وتأخذ من هناك الكتاب المُحبب لديه والذي يقرؤه كثيرًا، لعلها تجد فيه ما يساعدها على كتابة الإهداء الأنسب؟ وعندما فعلت ماري ذلك، وجدت على الصفحة الأولى للكتاب الذي اختارته إهداء يقول: «من المؤلف نفسه». فأُعجبت بالاهداء، وكتبت نفس العبارة على الكتاب المقدس وتركت الهدية في حجرة أبيها وخرجت.
عندما فتح الأب الهدية ورأى الإهداء مكتوبًا بخط ابنته ماري وقرأ العبارة المدونة عليه، وكان فيضان عواطفه الجياشة تُجاه ابنته يغمره، سأل نفسه قائلاً:
«لكني لا أعرف مؤلف الكتاب المقدس»،
وعرفانًا بمحبة ابنته له ورغبة في معرفة مؤلف الكتاب المقدس، قرر في أن يبدأ في قراءة كلمة الله. وهذا أدى به في النهاية، لا أن يعرف من هو المؤلف فقط، بل إلى أن يدخل معه في علاقة شخصية معه، ويحصل على الخلاص والسلام الأبدي.
عزيزي، إن الكتاب المقدس هو هدية ورسالة شخصية من الله إليك .. من المؤلف نفسه. {كل الكتاب هو موحىً به من الله (أنفاس الله)} (2 تي 16:3) و{شهادة يسوع هي روح النبوة} (رؤ 10:19) أي أن الهدف من الكتاب المقدس بل روح الكتاب هو الرب يسوع المسيح الذي تجده بصورة رمزية وإشارات متنوعة في العهد القديم. كما نجده بصورة علنية في العهد الجديد هو المُحب، الله الذي {ظهر في الجسد} (1تي 16:3) ليموت عنا كي ما يصنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا (عب 3:1). فهل تقبل الهدية من المؤلف نفسه وتفتح باب قلبك للرب يسوع الآن؟ صل له قائلاً:
ربي يسوع ..
يا روح نبوة الكتاب،
يا أعظم هدية لنا من الآب،
أشكرك، فبدلي تحملت العذاب،
أقبلك في قلبي يا أحن وأرق الأحباب.
آمين.
زكريا استاورو