يا ابتاه إغفرلهم

يا ابتاه إغفرلهم

دخل شاب الى أحد الكنائس وسمع الواعظ يتكلّم عن دخول الخطيئة إلى الحياة البشرية عندما عصى آدم وصيّة الله :وأنّ كل إنسان خاطىء لا بالوراثة من آدم فقط بل وبإرادته الشخصيّة أيضاً .. عند نهاية العظة دنا الشاب إليه قائلاً :لستُ بحاجة إلى فداء المسيح كي أرضي الله ، وأنا لستُ خاطئاً كما فعل آدم نظر إليه الواعظ مبتسماً وأجاب :"إني أدعوك لتناول الغذاء معي اليوم لنتكلّم  بهذا الموضوع "فوافق الشاب ، وبعد خروج العابدين، توجّه الاثنان إلى بيت الواعظ وراح الواعظ يضع أشهى المأكل على طاولة الطعام بينما كان الشاب منتظراً .. ثم وضع الواعظ طبقاً كبيراًمغطى في وسط الطاولة وقال للشاب:"إني سأخرج لعشر دقائق فقط ،فأرجو منك أن تبدأ الأكل ،لكن اترك لي هذا الطبق الذي في الوسط"فاندهش الشاب لكنّه جلس أمام المائدة وبينما خرج الواعظ من البيت ،مضت بضع دقائق والشاب يتمعّن في الطبق المغطّى ولم يتمالك نفسه حتى رفع غطاء الطبق، وإذا بعصفور جميل يطير منه ويغطّ على الثريا فوق المائدة، فأسرع الشاب ووقف على المائدة ليلتقط العصفور، لكنّه طار مجدداً من النافذة بينما وقع الشاب لاضطرابه على الصحون، فتكسّر ما تكسّر، وانسكبت الاطعمة على الكراسي وعلى الارض؛ وإذا بالباب قد انفتح فدخل الواعظ ورأى الشاب خجولاً وقد وسّخ ثيابه وقاعة الطعام؛ فقال الشابُ:لستُ أفضل من آدم، فقد فعلتُ مثله، بل أكثر، لأني علمتُ ما فعل، ومع ذلك لم أتعظ!" فأجابه الواعظ: كنتُ سأهديك هذا العصفور، لو أثبَتّ فعلاً انك أفضل من آدم؛ لكن الآن، هناك هدية أعظم، لا منّي، بل من الله، فقد سدد المسيح ديون خطاياك وما دمّرته في حياتك وحولك، وهو مستعدٌ ليهبك روحه القدّوس ليجدّد حياتك، فترضي الله بقوته ونعمته؛ فما رأيك بعطية الله؟ فاعترف الشاب كم هو خاطئ ومحتاج الى غفران الله؛ ولمس فعلاً تجديد روحه وخرج من بيت الواعظ إنساناً جديداً. آه يا إلهي كم نحن خاطئين بالنسبة إلى روحك الطاهرة فارحمنا يا رب بشفاعة ابنك الوحيد يسوع المسيح
عزيزي القاريء عزيزتي القارئة مكتوب : مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.(رومية5: 12) لاحظ أخطا الجيميع فليس فقط نحن قد ورثنا الخطية كما هو مكتوب: هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي(مز51: 5)زَاغَ الأَشْرَارُ مِنَ الرَّحِم(مز58: 3) مِنَ الْبَطْنِ سُمِّيتَ عَاصِياً (اش48: 8) بل عملناها أيضا , كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً. أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. وَطَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ. لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ». .. لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ للهِ(رو3: 10-19)
وربما تشعر عزيزي القاريء أن ديون الخطية التي عملتها أمام الله قليلة بالمقارنة بما عمله الآخرون وهذا يذكرني بما قاله الرب يسوع لسمعان الفريسي: {«يَا سِمْعَانُ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ». فَقَالَ: «قُلْ يَا مُعَلِّمُ». «كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ. عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُ مِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعًا. فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ». فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ حَكَمْتَ»}. (لوقا7: 40-43) لاحظ {إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ} فلا يوجد إنسان يستطيع أن يسدد دين الخطية. لهذا مات المسيح وسدد كل الديون عندما قال كلمته الخالدة على الصليب, {فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ} (يوحنا19: 30) {قَدْ أُكْمِل} كلمة مأخوذة من الأصل اليوناني ولقد تُرجمت يوفي, {وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟»} (متى17: 24) {أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ ... لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ} (2كو5: 18-21) {إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ} (رو8: 1) فهل تقبل غفران المسيح كما قبل هذا الضابط ما سدده القيصر "الكسندر"؟ هل تصلي معي؟
صلاة:
يا من على الصليب اكملت العمل
وسددت ديوني وخلاصي فيك اكتمل
اغسلني بدماك أيها الذبيح الحمل
أنت رجائي ووحدك فيك الأمل.
آمين
 

التعليقـــات


بحث الموقع
Loading
اكثر 5 قصص فراءة
اكثر 5 قصص مشاهدة
جديد القصص