مجرم شيكاغو

وُلد الخادم الأمريكي الشهير "تشارلس فِنِي" في مدينة "وارن"، بولاية "كونيكتيكت"  الأمريكية في 29 أغسطس 1792م، ورقد في المسيح في 16 أغسطس 1875. ويسمى "تشارلس فِنِي" بأنه رائد النهضة الروحية الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية.
في أثناء زيارة "فِنِي" لمدينة "ديترويت" بولاية ميشيجن الأمريكية، حدثت هذه القصة التي حكاها هو بنفسه:
كان يعظ عن الآية: {وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ} (1يوحنا1: 7) وتوجه إليه شخص تبدو عليه الصرامة، وكانت نظراته حادة، وسأله: هل يمكنني أن أقرأ بنفسي الآية التي وعظتَ منها في الإنجيل؟
وبعدما قرأها طلب من "تشارلس فِنِي" أن يزوره. وبعدما أعطاة العنوان، وعده الخادم بالزيارة بعدما حدد الميعاد معه.
ولكن إخوة الكنيسة توجهوا "لتشارلس فِنِي" يرجونه أن لا يذهب لهذه الزيارة، محذرين إياه من هذا الرجل، حيث قالوا له:
- «إنه مجرم مشهور في "ديترويت"»
ولكن الخادم أصر على الزيارة قائلاً:
- «إني وعدته، ولا بد أن أفي بالوعد. وكذلك لأن الرب يسوع قال:{«لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ»} (متى9: 12)»
ذهب "تشارلس فِنِي" حسب الميعاد، وبعدما استقبله الرجل، أغلق عليه الباب بالمفتاح من الداخل، ثم أخرج الرجل مسدسه من جيبه! ولما اضطرب "تشارلس فِنِي" قال له الرجل:
- «كلا! بالطبع لا أريد قتلك، ولكني أريد أن أسألك: هل دم المسيح الذي تحدثت عنه في الكنيسة يمكن أن يطهر رجل مثلي قتل أربعة أشخاص بهذا المسدس، ومنهم اثنان قُتلوا في هذه الحجرة بالذات؟»
فاخرج "تشارلس فِنِي" الإنجيل وقرأ له الآيه مرة أخرى واضعًا خطًا بالقلم الرصاص تحت عبارة {كل خطية}, {وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ}. وكتب بعدها عبارة: "قتل أربعة اشخاص"، وطلب من الرجل قراءة الآية بهذه الطريقة فقرأها: (دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ + قتل أربعة أشخاص).
وعندها سحب الرجل ستارة كانت كأنها حائط مكتب، فانفتح مكان يشبه نادي قمار. وقال الرجل:
- «إني أملك وأدير هذا النادي .. هل تعتقد أن دم المسيح يطهرني؟»
فكتب "تشارلس فِنِي" عبارة: "يملك ويدير نادي قمار". وقال له تذكر كلمة كل خطية، وطلب منه أن يقرأ الآية بهذه الطريقة: (دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ + قتل أربعة اشخاص + يملك ويدير نادي قمار).
ثم سحب الرجل ستارة أخرى، ففتح مكانًا ثانيًا، كان خمارة بها جميع أنواع الكحوليات والسجائر، وقال الرجل أن فيها رُوِّجَت المخدرات، وسأل هل دم المسيح يكفي له؟ وبنفس الطريقة كتب "تشارلس فِنِي" وطلب من الرجل أن يقرأ فقرأ: (دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ + قتل أربعة اشخاص + يملك ويدير نادي قمار + يملك ويدير خمارة وتجارة مخدرات).
ثم سحب الرجل ستارة أخرى فبدا المكان كبير جدًا، وقال الرجل:
- «هنا بيت دعارة أمتلكه وأديره!»
فأمسك "تشارلس فِنِي" الرجل من ذراعيه وهزه قائلاً:
- «كم أنت شرير جدًا! ولكن السر في كلمة (كل)».
وكتب وطلب منه أن يقرا الآية فقرأها: (دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ + قتل أربعة أشخاص + يملك ويدير نادي قمار + يملك ويدير خمارة وتجارة مخدرات + يملك ويدير بيت دعارة)!!
وعندها بكى هذا المجرم وهو يقول "لتشارلس فِنِي":
- «ما أعظم نعمة ومحبة الله التي تقبل شريرًا نظيري!»
ثم استمر في البكاء، وهو يحكي للخادم كيف أنه يضرب ويعذب زوجته، وكيف أن ابنته الوحيدة "مارجريت" كانت في فجر أحد الأيام تنادي عليه حتى يأكل طعام إفطارة، وكان سكرانًا جدًا، وأكثر من جرعة المخدرات، فرماها على المدفأة، فحرق وجهها تمامًا بنار المدفأة. وقال المجرم:
- «أنا شَوَّهْتُ وجه ابنتي الوحيدة .. احترق بالنار .. لم تصلح معه كل عمليات التجميل. أنا أستحق الحريق ..»
وكان يبكي بشدة، وفي هذه المرة قرأ "تشارلس فِنِي" الآية له: (دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ + قتل أربعة اشخاص + يملك ويدير نادي قمار + يملك ويدير خمارة وتجارة مخدرات + يملك ويدير بيت دعارة + يضرب ويعذب زوجته + شوه وحرق وجه ابنته "مارجريت")!!!
خرج "فِنِي" من المكان، لكن الرجل لم يخرج من شقته حتى الصباح، حيث حطم كل معدات القمار، وأساسات بيت الدعارة، والخمارة. وفي الصباح ذهب إلى بيته مجهدًا جدًا، لكنه كان سعيدًا بفرح جديد لم يشعرْهُ في حياته، وكأن كل جبال الدنيا سقطت من على كتفه.
وفي البيت لما نادت عليه ابنته "مارجريت" لتناول الإفطار، اتجه إليها بابتسامة عريضة قائلا:
- «تعالي يا حبيبتي "ماجي" .. »
خافت الفتاة، وجرت نحو أمها قائلة:
- «بابا يقول لي: يا حبيبتي "ماجي"»
فقالت لها الأم:
- «احذري لأنه سكران بشدة»!
وذهبت إليه قائلة:
- «متى تفيق من سكرك هذا؟»
فقال لها:
- «كلا يا زوجتى الحبيبة. سامحيني. فالله اليوم أعطاك زوجًا جديدًا لأن {دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ} (1يوحنا1: 7)
وفي المساء كان الرجل يمسك بيدي زوجته وابنته، ليذهبوا معًا إلى اجتماع الكنيسة ليسمعوا صوت الرب على فم خادم الرب "تشارلس فِنِي". وأعطوا قلوبهم للرب. وصاروا خدامًا للمسيح، حتى أن مكان القمار والخمارة والدعارة، صار مبنى كنيسة كتب عليها من الخارج: {دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ} (1يوحنا1: 7)
صديقي القاري العزيز .. صديقتي القارئة العزيزة، هل اختبرت التغيير الحقيقي في المسيح؟ مكتوب: {إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا} (2كورنثوس5: 17) فهل تصلي هذا المزمور مع داود النبي ومعي؟
صلاة:
طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ.  اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ.
أَسْمِعْنِي سُرُورًا وَفَرَحًا فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا. اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي
قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ  وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي (مزمور51: 8-10)
زكريا استاورو