السخرة العجيبة

الصخرة العجيبة
في تمام السادسة والثلث صباح يوم الأربعاء 22-11-1995م، استيقظ أهالي مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وإسرائيل وكل دول الخليج العربي على زلزال مدمر، كانت قوته في مصر 5.7 بمقياس ريختر، مما ذكّر كل أهالي مصر بزلزال يوم 12-10-1992م.
بينما لا يتذكر أحد تقريبًا ما حدث بين هذين التاريخين، وبالتحديد في صباح الاثنين 14-12-1993، أي قبل ليلة رأس السنة بخمسة عشر يومًا فقط، إذ استيقظ في فجر هذا اليوم سكان منطقة "المقطم" بالقاهرة الكبرى على ما يشبه الزلزال، عندما سقطت على المنازل صخرة عظيمة وزنها أكثر من ربع مليون طن! وبعدها انهالت آلاف الأطنان من الرمال لتدفن كل ما تحتها .. فمات في الحال 25 أسرة وأصيب المئات. وفي ساعات قليلة كانت عشرات البلدوزرات وعربات الإسعاف تحاول أن تنقذ الجرحى وتخرج جثث الموتى من تحت الأنقاض. الذين ناموا في ليلة 13-12 وهم لا يتصورون أنهم سيستيقظون في الأبدية، يا لها من كارثة!
ولكن هل تعلم الجانب السعيد في هذه الواقعة الحقيقية؟ بعد 13 ساعة تقريبًا من التنقيب وانتشال الجثث، سمع رجال الإنقاذ صوت فتىً في الرابعة عشر من عمره، وكالبرق أخرجوا الفتى حيًا وفي كامل وعيه وبدون أي خدش أو جرح!
التف مئات من رجال الإعلام حوله ليسألوه .. فأجاب:
«اسمي "أنطون فارح لمعي". ولما سألوه عن معجزة إنقاذه أجاب:
«إن هذه الصخرة الجبارة عجيبة جدًا! إني أحبها، فهي صخرة الحياة لي وإن كانت صخرة الموت للآخرين. لقد احتميت تحتها وهي التي حمتني من آلاف الأطنان من الرمال التي سقطت فوقها؛ ولولاها لدُفنتُ في هذه الرمال. إنها الصخرة المنجية، الصخرة العجيبة .. فإن كان اسمي "أنطون فارح" فأنا فارح جدًا لأجل احتمائي في هذه الصخرة»
صديقي .. صديقتي، لقد ودّعنا عامًا وبدأنا عامًا، وما زال الرب يعطينا عمرًا حتى هذه اللحظة، فهل احتميت في هذه الصخرة العظيمة؛ الرب يسوع المسيح، الصخرة العجيبة لمن يقبلوه ولمن يرفضوه؟
فمن يقبلوه سيتمتعون به وبما يعمله لأجلهم، لأنه {الصخر الكامل صنيعه} (تثنية 4:32).
إن من يقبلون الرب في حياتهم سيجدون:
الاحتماء بسلام كالوبار: {تضع بيوتها في الصخر} (أمثال 26:30).
الراحة والظل وقت حر النهار: فهو {كظل صخرة عظيمة في أرض مُعيية} (إشعياء 2:32).
الارتواء في العطش والخوار: يشربون {من صخرة روحية ... والصخرة كانت المسيح} (1كورنثوس 3:10 ، خروج 17).
الثبات خارج الخطية والأقذار: {أقام على صخرة رجليّ} (مزمور 2:40).
رغم جيوش الأعداء لي الانتصار: {على صخرة يرفعني} (مزمور 5:27).
الاكتفاء بالرب وزوال المرار: {صخرة قلبي ونصيبي الله} (مزمور 26:73).
القوة رغم شدة الإعصار: {على هذه الصخرة أبني كنيستي} (متى 17:16). {الرجل العاقل يبني بيته على الصخر} (متى 24:7).
أما من يرفضون الرب في حياتهم فإن:
قلوبهم كالصخر في عدم الإثمار: (لوقا 6:8،13).
هم سبب عثرة ومصدر للأخطار: {هؤلاء صخور في ولائمكم} (يهوذا 12).
عند الصليب كان الصخر أرق من الأشرار: {الصخور تشققت} (متى 51:27).
المسيح بالنسبة لهم كالعثرة صار: {حجر صدمة وصخرة عثرة} (رومية 33:9 ، 1بطرس8:2).
سيسقط عيهم المسيح للدمار: {من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه} (متى 44:21)
في يوم بليتهم سيطلبون من الصخور الانحدار: {وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا} (رؤيا 16:6).
لكن إن هم قبلوا الكلمة ستتحطم الأحجار: {أليست كلمتي ... كمطرقة تحطم الصخر؟} (إرميا 29:23).
فهل تأتي معي الآن ومع "أنطون فارح" لا إلى حجر "المقطم" بل إلى المسيح المعظم؟ لا لننجو من الحجر الميت، بل لتنجو بمقيم الأموات الذين ماتوا بالذنوب والخطايا؟
صلاة:
أيها الصخر الحي العجيب.
آتي إليك بكل ما أحمل
لأحتمي فيك يا أعظم ملجإ.
اغسلني بدمك العامل
يا صاحب العمل الكامل
لأنك قلت قد أكمل.
آمين.
زكريا استاورو