الدكتور فايز فؤاد
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم تقسيم مدينة برلين الألمانية، وأصبح القسم الشرقي من المدينة في قبضة الشيوعيين الذين توعدوا - كغيرهم من مُحبِّي الجهالة والضلال- باستئصال المسيحية.
ففي عام 1964 قرر فالتر أولبريخت رئيس ألمانيا الشرقية تشييد برج مرتفع رأسه في السماء ليكون تُحفة هندسية ورمزًا تفتخر به برلين الشرقية.ووُضع حجر الأساس للبرج في 4 أغسطس 1965، واكتمل البناء في أربع سنوات، ليُفتتح أمام الزائرين في 3 أكتوبر 1969. وارتفع البرج ليناطح السحاب، بمسافة 365 مترًا. وفي عام 1990 أُضيفت إليه سارية للإرسال التليفزيوني ليُصبح ارتفاعه 368 مترًا، وليُصبح بذلك ثاني أكثر الأبراج ارتفاعًا في أوروبا بعد برج موسكو الشهير. ويمكن - وبسهولة شديدة - رؤية هذا البرج من جميع أنحاء برلين بقسميها: الشرقي والغربي·
ويشتمل البرج على كرة معدنية ضخمة، تعلو 204 مترًا فوق الأرض، وتحتوي على مطعم وصالة عرض للزائرين. وتدور حول نفسها 360 درجة كل نصف ساعة، مما يُتيح للجالسين فيها مشاهدة كل أنحاء برلين. ويصل عدد زائري هذه التُحفة المعمارية الرائعة إلى قرابة المليون زائر سنويًا.: فما أن اكتمل بناء البرج حتى بدأت ظاهرة عجيبة تلفت أنظار الجميع، ولم يُعرف لها سببًا ولا تفسيرًا. فما أن تُشرق شمس الصباح وتُرسل أشعتها على الأفق البعيد، إلا ويظهر على السطح المصقول للكرة الدائرية للبرج، انعكاسا للأشِعة في صورة صليب ضخم لامع يخطف الأبصار. ولم يكن هذا الانعكاس في حسبان مُصمّمي البرج، ولا كان شكل الصليب اللامع مرغوبًا فيه من السُلطات الشيوعية المُلحِدة، والتي حاولت جاهدة أن تلاشي هذه الظاهرة بتغيير طلاء البرج بآخر داكن اللون، أو بالطَرق على سطحه ليُصبح خشنًا غير مصقولاً؛ولكن باءت كل المحاولات بالفشل الذر يع، ليبقى هذا الصليب يلمع في سماء برلين لتراه عيون الجميع.
وهكذا أصبح كل الذين يعبرون في شوارع برلين يفاجئون بهذا المنظر غير المتوقع، إذ يرتفع نحو السماء صليبٌ لامعٌ، يجعل أفكار كل من يراه تتحول، ولو للحظات، نحو الصليب والمصلوب؛ نحو الرب يسوع المسيح وعمله الكفاري الذي أتمّهُ على الصليب·
وارتفعت الصلوات من المؤمنين من أجل أن هذا الرمز العملاق للإيمان المسيحي يُفضي إلى تغيير حياة بعض الناس وخلاصهم. وكان المؤمنون يشعرون بالامتنان والفرح وخاصة حين ينجذب فكر واهتمام واحدٍ مِن غير المؤمنين نحو الرب يسوع المسيح وهو على الصليب. وقد يكون التأثير عابرًا، ولكن مَن كان يستطيع أن يُنبئ عن ما قد يعنيه التجاوب مع التأثير الذي قد يُنشئه الروح القدس في النفس الخالدة، حتى ولو لم يَدُم هذا التأثير إلا لثوانٍ معدودة؟ ففجأة قد يبدأ شخصٌ أثيمٌ أو ملحدٌ يتساءل عن سبب موت المسيح على الصليب. وربما دفعه ذلك إلى البحث عن الجواب في الكتاب المقدس أو من مؤمنين يعرفهم. وغالبًا تأتي الإجابة بما يسحق القلوب الصَّلِبة ويُذيبها ويُخضعها لنعمة الله، بعمل الروح القدس.
وهكذا كان الله عاملاً لتقديم شهادة لابنه باعتبار تضحياته وتنازله ومحبته المُبرهَنة بموته على الصليب. وتبرهن أنه حتى ولو قدر العدو أن يملأ قلوب المؤمنين خوفًا ويُسكتهم عن الكرازة «بيسوع المسيح وإياه مصلوبًا» (1كورنثوس2: 2)، لالتزم الله أن يستخدم حتى الحجارة والمعادن وأشعة الشمس لمجد شخص ابنه الوحيد وكمال عمله الكفَّاري على الصليب لمجد الله ولبركة الإنسان (لو 19 : 36)وَفِيمَا هُوَ سَائِرٌ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ.
(لو 19 : 37)وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا،
(لو 19 : 38)قَائِلِينَ:«مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!».
(لو 19 : 39)وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ!».(لو 19 : 40) فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!».
وفي عام 1989 انهار سور برلين، وتمَّ توحيد شطري ألمانيا، وسقطت الشيوعية التي ظن أتباعها يومًا أنهم سيستأصلون المسيحية، وبقي الصليب شامخًا وشاهدًا على ثبات وعظمة كل الحقائق الأبدية المجيدة والمؤكَّدة التي تقدمها المسيحية.
الغرض من القصة : الله يتكلم بطرق مختلفة ولن يستطيع الإنسان منع الله من التكلم
صليب المسيح هو الطريقة التي تكلم بها الله عندما كلمنا في ابنه وهذه حكمة الله العجيبة
أولا الصلـيب والإله العجـيب:
1- صـدق اللـه :(متى 53:26 & لوقا 25:24 -27 )
2- عــدل اللـه : (مزمور 10:85 & روميه 3 : 26)-آلام جسديه -آلام نفسيه -آلام كـفـارية
3- محبه اللـه: الآب ( يوحنا 16:3 & روميه 32:8 & 1 يوحنا 8:4 -10 ) الإبن ( يوحنا 16:3 وأفسـس 25:5 & يوحنا 1:13 و 13:15 ) الروح القـدس (عبرانين9: 14)
4- قداسه الله: (أشعياء 3:6 -8 & مز 1:22-5)
5- مجــد الله : (يوحنا 31:13 & مز 4:69)
6- حكمه الله: (1كورنثوس 24:1 & 7:2-10)
7- قـــوه الله : (1كورنثوس18:1)
ثانيا-الصلـيب وإبلـيس الرهــيب:-
(1صموئيل 17 & يوحنا 31:12 ، 11:16 & لوقا 53:22 & كولوسى15:2 & عبرانين 14:2 )
ثالثا-الصلـيب وشــرى المـعــيـب:-
1- شـناعة خـطـيـتــي( روميه 23:6 )
2- فـسـاد بـشـريـتــي ( بيلاطس- هـيرودس - الجـنود- الشـعـب - الكهنه )
3- فــشــل محاولـتــي( غلاطيه 22:2 & روميه 4:7 )
4- من العالــم حـريتــي( غلاطيه 14:6 )
5- من الجـسـد حريتـــي( غلاطيه 20:2 & روميه 6:6 )
6- من الشـيطان حريتـــي( رؤيـا 11:12 )
7- مكــان تضحـيتــــي( لوقا 27:14 & فيلبى 7:3-11 & لاويين 5:14 & عـدد 9:19 )
|