الله اختار مدرسة ( القلب المقدس ) عشان تكون مدرستى !..كنا بنقضى فى المدرسة وقت أكتر من الوقت اللى بنقضيه مع أهلنا .. فكان تأثير المدرسة كبير اوى فى حياتنا !..فى ابتدائى السنين كنت متفوقة دراسياً.. درجات نهائية فى كل حاجة. ماكنش عندى أى استعداد أسمح لحاجة او لحد يخطف منى التفوق ده لان انا اللى تعبانة فيه.. وبالتالى ده حقى ! .. لكن كلمة " الحمد لله " ماكنتش تعرف طريقها على لسانى .. وكأنى كنت مبرمجة على الشكوى بس!.. انا فاكرة ان فى ابتدائى كان عندنا راهبة فرنساوية كانت كل يوم تقودنا فى الصلاة .. كل يوم نفس الصلوة : " يا إلهنا إحنا بنشكرك من أجل يوم جديد إنت بتديهولنا .. بنسلمك يومنا وحياتنا ! ".. جملة ( بنسلمك يومنا وحياتنا ) ماكنتش فاهمة ان معناها : يارب أنا بسلمك عجلة القيادة فى حياتى إنت اللى هاتحدد أروح فين وأتكلم مع مين .. وأعمل ايه! .. جملة صغيرة وسهل إننا نقولها .. لكن عشان نعيشها بأمانة .. مش سهل أبداً! .. مش سهل إنى أقرر أعيش على مزاج ربنا .. مش على مزاجى أنا !.. أتا كان فى راهبة ماسكة إعدادى اسمها ( سير مندس ) لكن ماكنتش اى راهبة !.. كانت حكايتها حكاية !..
شابة أسبانية زى القمر ومخها ذرى بكل المقاييس ! .. يعنى دى لو كانت قعدت فى بلدها .. كانت بقت دكتورة نابغة اوكانت درست فى الجامعة !.. يا ترى ايه اللى خلاها تسيب حياة العالم وتيجى مصر عشان تدرس علوم ورياضيات لشوية عيال ! .. ماكنش عندى إجابة !.. لكن كل اللى فات ده كوم .. واللى جاى كوم تانى ! ..
( سير مندرس ) كانت فى طريقها للصعيد هيه و3 راهبات تانيين .. هيه كانت سايقة العربية .. وربنا سمح إنهم يعملوا حادثة كبيرة اوى ! .. وانا شايفة بعينى مصير ( سير مندس ) .. قاعدة على كرسى متحرك .. مشلولة ..! وأمتى ؟!.. وهيه فى بداية التلاتينات من عمرها !.. يعنى فى عز شبابها ! .. طب ليه ؟!.. دى كانت رايحة الصعيد عشان تساعد المحتاجين ! .. برضه معنديش إجابة !.. مش كده وبس .. ( سير مندس ) كانت كمان بتدرس لنا دين ! .. وطبعاً كانت بتبتدى الحصة بإنها تقول : غمضوا عنيكم عشان نصلى !.. انا فى أوقات كتير ماكنتش باغمض عينى عشان أتفرج عليها وهيه بتصلى !.. إيه ده ؟!.. إيه الخشوع ده ؟!.. هاموت وأفهم إنتى بتشكرى ربنا على ايه ؟!.. ع الكرسى المتحرك اللى إنتى قاعده عليه ؟!.. ولا ع العيشة اللى إنتى عايشاها بره بلدك وبعيد عن أهلك ؟!.. إنتى ازاى مش مخاصمة ربنا ؟!.. لا واللى يغيظ اكتر واكتر .. انها بتكلمنا عن محبة ربنا كأنها شايفة منه دلع محدش شايفه !!!.. برضه معنديش تفسير !..
بمناسبة الكرسى المتحرك .. مره كانت بتكلمنا عن القناعة والشكر فى الظروف الصعبة .. وقالت : لو عندى عربية صغيرة .. بدل ما أقول ( ليه معنديش عربية كبيرة ؟ ) .. اقول : اشكرك يارب لانك إديتنى عربية صغيرة .. ولومعنديش عربية خالص .. بدل ما أقول : ( ليه ربنا مستخسر فىَّ عربية صغيرة ؟ ) .. اقول: أشكرك يارب لانك إديتنى قدمين أقدر أمشى بيهم !.. أنا وقتها كنت صغيرة وماعجبنيش الكلام طبعاً فضحكت بسخرية !.. شافتنى !.. سألتنى عن سبب ضحكى !.. قلت لها : أعفينى من الاجابة لانى مش عايزة أجرحك ! .. أصرت تعرف !.. فقلت لها : والشخص اللى ربنا سمح انه يتشل .. يبقى يشكر على ايه ؟!.. سؤالى أكيد كان جارح جداً !.. لكن هيه كانت أسد وماتهزتش !.. وكأن الكلام مش عليها أصلاً !.. ماكنش عندها أدنى إحساس بالنقص ! .. واحدة مالية إيديها من محبة ربنا ومستكفية بيها !..
قالت لى بيقين الواثق : عايزة تعرفى انا بشكر ربنا على ايه ؟ .. انا بشكره على الوقت اللى كنت ماشية فيه على رجلى !.. وبشكره على نوره اللى منور قلبى وحياتى وآخرتى !.. ماتقلقيش علىَّ !.. عندى كتير أشكر ربنا عليه !.. الأزمة عمرها ما كانت فى نقص دواعى الشكر .. المشكلة دايما فى العين اللى مش شايفة النعمة !..
اتناقش معاها ازاى وهيه بتقولى انها فاكرة تشكر ربنا ع النعمة اللى فى الماضى .. وقادرة تشكره ع الحاضر المؤلم .. ومقررة تشكره ع المستقبل ؟! ..
وقالت لى : لما ربنا بيدى نعمة او عطية لشخص .. بيقبلها بدون تفكير ويتمتع بيها .. لكن لو ربنا قرر يسحبها منه .. بيبقى ازاى ربنا يعمل كدا ؟!.. " تتكلمين كلاماً كإحدى الجاهلات ! أالخير نقبل من عند الله ، والشر لا نقبل ؟" ( أيوب 2: 10)
حتى لوحيرتك زادات .. وقلبك كان بيبكى بدل الدموع دم .. إجرى على الرب و" اسكبى أمامه شكواكى " (مز142: 2).. إتكلمى معاه بدل ما تحتفظى بالمرارة فى قلبك من ناحيته !.. لعلمك .. هو شايف المرارة دى حتى لو إنتى مش بتستجرى تنقليها من قلبك للسانك !.. لكن تغضبى وتبعدى .. يبقى إنتى كده وصلتى إبليس لمراده !.. مراده يحول ربنا فى عنينا من أب مٌحب لجلاد قاسى !
بقى انا ماعرفش اشكر ربنا فى الوسع .. وهيه عايزة تقنعنى اشكره فى الضيق ؟!.. فقلت أزنقها فى الكلام !..
قلت لها : تقدرى تقوليلى كانت فين محبة ربنا لما زميلتنا فلانة ماتت الشهر اللى فات ؟!.. بصراحة أمها معذورة لو مادخلتش كنايس بعد كدا !..
قالت لى بشفقة على شكّى الواضح فى محبة ربنا : مش كل حاجة بنقدر نفهمها " لان كل أموره لا يجاوب عنها " ( ايوب 33: 13).. انا مش هاختلف معاكى فى إنه إذا كان بتر أعضاء الجسم قاسى وصعب قيراط .. فبتر أحباب القلب أقسى وأصعب 24 قيراط !.. لكن لو إحنا خاصمنا ربنا .. هانروح لمين ؟؟!!.." أبر أنت يارب من أن أخاصمك " ( إرميا 12: 1)
مهما حصل .. قولى لنفسك : ( ربنا صالح ) و ( ربنا أمين ) صالح : واكيد له حكمة وقصد .. حتى لو أنا مش فاهماه !..
أمين وبيبعت الصبر والتعزية مع البلوى .. الكلام دا سمعته منها من عشرين سنة .. لكن للأسف مافهمتوش الا من فترة قريبة .. لان فهم المواضيع الروحية مش بيتوقف على ذكاء العقل .. إنما بيتوقف على عمى القلب !..
وكمان قالت لى ( سير مندس ) : لازم تتعلمى ترتبى اولوياتك صح ! .. والا .. هاتبقى عاملة زى ( العروسة الحلاوة ) شكلها حلو ولبسها جميل .. وبتتكلم لغات .. لكنها فى الحقيقة ميتة ! .. مافيهاش حياة .. وده هايبقى حالك طول ماربنا مالوش مكان فى حياتك !.. وقالت لى : ان تعريف الغباوة هو ( البحث عن السعادة بعيد عن الله ) !..
لو حاولتى تدورى على السعادة فى اشياء او اشخاص غير الله .. مش هاتجنى غير كل تعاسة !.. انا بصلى دايماً من أجلك ! .. انتى فيكى حاجات حلوة كتير لكن خسارة تضيعى وقت فى الغباوة !.. وانت مسافر على الابدية ... لابد تكون وياك .. تذكرة السفر مختومة .. بدم يسوع مولاك لو انت مش فاهم يعنى ايه ( تذكرة السفر مختومة بدم يسوع ).. سيبك من اى حاجة سمعتها من اهلك او من اللى حواليك عن الصليب !.. لكن رٌوح إسأل السؤال ده لربنا !.. وهوه وقتها هايبعتلك ألف مين يدلك ويجاوبك عليه " طالبو الرب يفهمون كل شئ " ( امثال 28: 5).. مش ممكن أبداٌ تكون بتدور على ربنا بأمانة وهو يخفى نفسه عنك !..
وحتى لو إنت مش بتدور على ربنا خالص .. هوه برضه بيدور عليك ومشتاق لرجوعك لانه بيحبك !..
دروس كتيرة فهمتها فى لمح البصر .. لكن أهم درس فيهم .. أخدت سنين طويلة عشان أفهمه ! .. مع انه درس بسيط !.. وهو تعريف الغباوة : البحث عن السعادة بعيد عن الله !.. لو كنت فهمته من زمان .. كنت وفرت على نفسى وجع قلب كتير اوى !!.. " معرفة القدوس فهم " ( امثال 9: 10) " أما الأغبياء فيموتون من نقص الفهم " ( امثال 10: 21)
الغرض من القصة : الشكر وعدم التذمر مهما كانت الظروف المحيطة أما الغباوة فهي عدم الاستعدا للابدية
الشكر ,كل حين(1تس 2: 13) في كل شيء لأن هذه مشيئة الله(1تس5: 18) (كو3: 17)كل حين على كل شيء(أف5: 20) الصلاة والدعاء(في4: 6) لأجل الغلبة (1كو15: 57) لأجل القيادة في موكب النصرة (2كو3: 14)
الاكتفاء (2كو9: 8-15) الشكر خدمة (عب12: 28)
التجربة
الاولاويات |