ولد خادم الرب الشهير دوايت ليمان مودى في 5/2/1837م في نورثفيلد ، ولاية ماساشوسيتس في الولايات المتحدة الأمريكية وذهب للسماء في 22/12/1899م ولقد كتب مودي أن من أشد المواقف التي أثرث في حياته هي محبة وغير الأخ "داف" المرسل للهند وكتب مودي :كان "داف" مرسلاً إلى الهند، وقضى هناك 35 سنة. ولما عاد إلى بلدته "ادنبره" بجسم محطم, أعطيت له الفرصة ليخاطب المحفل العام لحثه على إرسال كارزين ومرسلين إلى الهند التى لا تعرف المسيح. وبعد أن تكلم مدة طويلة بلغ به الإعياء إلى حد الإغماء, فحملوه من قاعة المحاضرات إلى مكان آخر, وهناك أسعفه الأطباء حتى أفاق. ولما أفاق أصر على الذهاب مرة أخرى إلى قاعة المحاضرات وتحامل على نفسه وقال:
«إنني لم أتم حديثي, احملوني إلى هناك لأتمه».
فقالوا له أن ذهابه إلى هناك سيعرض حياته للموت لكنه أجابهم:
«سأذهب ولو متّ»
فحملوه إلى القاعة وكان ذلك من أشد المناظر التي أثرت في رجل الله مودي حينما رأهم وهم يحملون هذا الشيخ الذي تكللت رأسه بالشيبة والبياض وحينما رأه الحضور وقفوا جميعا على أقدامهم وفاضت الدموع من عيونهم وبدأ يكمل وهو يرتعش والدموع تجري من عينيه أنهارًا:
«يا آباء وأمهات "اسكتلندا", هل حقًا ليس لديكم أولادًا لترسلوهم لعمل الرب في الهند؟أن صوت الأستغاثة يعلو ويعلو دون أن يجيء جواب منكم عندكم الأموال في البنوك ولكن أين العمال الذين يذهبون؟ أما كنتم تقدمون أولادكم بسخاء لو طلبت الملكة فيكتوريا متطوعين للجيش؟ لن تهتموا وقتها بصحت أولادكم ولا الطقس المتعب في البلاد التي سيذهبون إليها والآن عندما يطلب الرب يسوع عمالاً أتجيب "اسكتلندا" بأنه ليس لديها؟
ثم التفت إلى رئيس المحفل وقال:أن كان حقا ليس لاسكوتلاندا أبناء تقدمهم لخدمة الرب يسوع المسيح فبالنسبة لي بالرغم من أن صحتى قد تدهورت جدا كما ترون وبالرغم من أني جئت لأموت هنا في أرض الوطن، لكن في حالة عدم وجود من يذهبون ويبشرون الوثنيون عن المسيح لينقذوهم من الأبدية الرهيبة التي تنتظر هؤلاء الهنود المساكين الذين يهوون إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، فإني سأعود». قالها بدون تردد: «نعم سأعود غدا إلى شواطيء نهر "الكينج"لأخبرهم أنه وجد في اسكوتلاندا شيخ مستعد أن يموت لأجلهم كما مات المسيح من قبل لأجلهم سأذهب غدا لأضع حياتي شهادة لابن الله».
حقا لقد كان داف مثل حبة الحنطة التي قال عنها الرب يسوع : اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هَذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ.(يوحنا12: 24-26)
وفي كلام الرب نرى
أولا-حمل الصليب:
1-الآية الذهبية للتبعية : مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هَذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ :تكررت في الأناجيل الأربعة 6 مرات هي من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها ( مت 10 :39 )، ( 16 :26 )،(مر 8 :35) ، (لو 9 :24 ،17 :33 )، ( يوحنا12 :35 )
2-نفس مبدأ الثمر بالموت :إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي .. مع الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي (غلا2: 20)عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ.فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لله فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ والنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ (رومية6: 6-8و21-22)حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا.لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِماً لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ.(2كورنثوس4: 8-11)
3-التمثيل الكامل :وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي.في المكان والمركز والمقام , إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ (2كورنثوس5: 20)
4-الوعد بالكرامة : وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ.الثمر وجمال السنابل والمكافأت الأبدية ..لأَنْ مَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَإِكْلِيلُ افْتِخَارِنَا؟ أَمْ لَسْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً أَمَامَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ؟ لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَجْدُنَا وَفَرَحُنَا.(1تسالونيكي2: 19و20)
5-هل هو صوت رعد؟:فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ قَالَ:«قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ»وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ ملاَكٌ» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هَذَا الصَّوْتُ بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. فَكَذَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلَكِنْ إِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُصْلَحُ؟ لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ فَيَطْرَحُونَهُ خَارِجاً. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!».(لوقا14: 34و35)
ثانياً-الحصاد القريب :
1-أحصد ما لم أزرع : أَمَا تَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ.وَﭐلْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ والْحَاصِدُ مَعاً. لأَنَّهُ فِي هَذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِداً يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ».(يوحنا4: 35-38)
2-أزرع وأحصد:الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ.الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَه(مزمور126: 5و6)
3-أكون أنا الحبة التي تزرع:اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير (يوحنا4: 24)
صلاة : يا من وقعت في أرضنا وزرعت لأجلنا أعينا أن نحبك ونزرع لأجل الآخرين آمين
|