حكى الاخ فايز ساحوري عن قصتة حياته قائلا :ولدت في في الناصرة في عام 1957م وترعرعت في حيفا بالمحطة ثم في الكبابير وفي النهاية استقريت مع اهلي في البلد التحتية تعلمت في مدرسة النور القديمة وتزوجت من مزين في عام 1978م ورزقت 4 بنات وولد.
تربيت في بيت مسيحي ولكن للأسف مسيحي بالاسم , ابي يعقوب كان يشرب الخمر. وقد ادمنت مثله شرب الخمر.وفي ذات يوم في أثناء عملي في ورشة لتصليح السيارات وانا تحت تأثير الكحول تسببت فى افساد سيارة مما نتج عنه مشادة بينى وبين صاحب الورشة وعلى أثرها تم فصلى من العمل مع حرماني من كل حقوقي المادية.
لم أجد ما استرزق منه وأطفالي ما زالوا في عمر الزهور،ومع ذلك صرت انتزع المال من زوجتي لانفقه على الخمور مما كان يؤثر على مقدرة زوجتي فى شراء احتياجات البيت .
في الفترة التي انتقلت بها من شارع يافا الى جادة صهيون في اوائل التمانينات 1980م بدأت المشاكل تزداد , كنت ابحث عن المشاكل حتى كنت أتشاجر مع التأمين الوطني , هناك كنت مسجل كمدمن خمر حسب شروط التأمين الوطني وكنت وقتها موقوف عن العمل لاني مسجل كمدمن وكنت احصل على معاش شهري من التأمين الوطني.
رفضني الناس و انتهرني الأصدقاء حتى عائلتي لم يعد لي فيها مكان ...كنت وحيدا في دنياي لا أجد يد تمتد الّي بالرحمة و الحب وكنت اختلى مع نفسي في ساعات الليل المظلمة أتسائل لماذا سمح الله بهذا في حياتي ... و أين المهرب؟حاولت الإمساك بالكتاب المقدس لكن لم استشعر أي تغير في حياتي .
جاهدت لكي أتعافي من الإدمان أرسلني مكتب التأمين الوطني إلى مكان للتأهيل والشفاء في رمات –جان قرب تل ابيب . مكثت في هذا المكان قرابة ثلاثة شهور وعزلت فيها تماما عن العالم الخارجي وبعد انقضاء الثلاث شهور عدت ثانية إلى العالم الخارجي ، عدت إلى كأس الخمر مرة أخرى .
أتذكر إنني كنت قد دعيت أنا وزوجنى إلى حفل عرس لاحد الأقارب أنني أكثرت من الخمر في هذا اليوم و لم اخذ الدواء. كل ما ذكره اني كنت في العرس وبعدها استيقظت وأنا في مركز الشرطة. يبدو إنني قد قمت بمشاجرة فقدمت على أثرها إلى المحكمة.
هناك تقابلت مع شخص مسئول كنت اعتني بأمه في مركز للعجزة (دار المسنين) فعفى عني ولم أجازى ولكني طردت من العمل للمرة الثانية ومنعت من مزاولة أي عمل آخر .
تدهورت حالتي اكثر فكنت اشرب في الصباح الباكر قدح من الخمر بدل من القهوة. كنت أتفقد المحال التجارية لاشتري منها الخمور ومن بينها محل لجاري أبو الياس الذي كنت اشتري منه تقريبا يوميا بالدين – على الحساب.
لم استطع الحصول على أي عمل ... كانت زوجتي وحدها تعمل وانا كنت أتقاضى المعاش من التأمين الوطني ومرت الأيام هكذا وأنا اشرب الخمر. وفي أحد الأيام تحدثت زوجتي مع جارة لنا تدعى الأخت انعامة التي دعتها بدورها إلى المشاركة في الصلاة , وهذا الأمر استمر لعدة أيام .
فأردت أن أتفحص الأمور لاعرف ماذا يفعلون في هذا المكان وعندما ذهبت رأيت انهم يصلون بطريقة خاصة وصرت اسخر منهم في كل مرة اذهب فيها.
حتى حدث أنى طلبت منهم يوما ان يصلوا لاجلي.و فعلا قاموا بالصلاة لاجلي ففرحت جدا لذلك , صليت وطلبت من الله ان يحررني وفي اليوم التالي لم استيقظ باكرأ كعادتي بل نمت حتى ساعة متأخرة مما أزعج زوجتي جدا و ظنت أنى فارقت الحياة، جاء أيضا جاري صاحب الدكان ابو الياس ليفتقدني وظن هو الآخر أن مكروه قد أصابني لانه كان معتاد أن يراني كل صباح عنده في الدكان.
ومن ذا ك اليوم اشكر الله أن تحررت بالكامل أصبحت إنسان جديد , الناس حولي اصبحوا يقبلوني ومن ثم عائلتي قبلتني بعد أن كنت مرفوض من قبلها لسنين طويلة.
قررت أنني لا أريد المشروب بعد اليوم ولا حتى المال (معاش) من التأمين الوطني فأذ قد حررني الرب فأنا بالحقيقة حر كما قال المسيح : ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ..فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً (يوحنا 8: 34-36) ولهذا فقد ذهبت إلى التأمين الوطني وأعلنت لهم عن تحريري وأني لا أريد بعد اليوم مساعدات ولا حتى المال منهم. وبعد فترة قصيرة وجدت عمل جديد وابتدأت حياتي تسير في مسار جديد أتمتع فيها مع زوجتي وعائلتي وكل هذا بفضل الرب يسوع الذي قد حررني.
الله يقبلنا بالرغم من أننا لا نقبل أنفسنا . الله لا يعيّرنا بخطايانا بل يحررنا منها. الخالق يهتم بمخلوقاته لأنها جزء من خطته. ليمنحك الله الشجاعة أن تواجه حقيقة حياتك بلا خزي ولتطلب منه الحرية الحقيفية.
القاريء العزيز القارئة العزيزة هل تهتف مع فايز ساحوري ومع داود النبي قائلا: مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو.. حَلَلْتَ قُيُودِي(مز116: 12-16)
|