الهزار مع الثعابين الصغار

هل سمعت عن "كنتاكي"؟ لا .. لا أقصد دجاج "كنتاكي"، ولكن أقصد بحيرة "كنتاكي" في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يقصدها الآلاف، حيث روعة الطبيعة، ومتعة صيد الأسماك.

في أحد أيام الصيف، ذهب رجلان مع زوجتيهما للنزهة والصيد على شاطئ البحيرة. وبالرغم من مهارتهم وخبرتهم الطويلة في الصيد، لم يصطادوا ولا سمكة واحدة. ومما زاد دهشتهم وفضولهم، أن غلامًا، كان يجلس بجوارهم، ظل يصطاد سمكة بعد الأخرى.

وعندها سألته إحدى السيدتين عن سر نجاحه في الصيد، فابتسم بفخر قائلاً:

- «تحت قطعة الخشب التي بجواري يكمن السر .. يمكنك أن ترفعيها .. ارفعيها لتري أكبر ديدان شاهدتها عيناكِ في حياتك، وهي لطيفة تعضني برفق وأنا أضعها في الصنارة، ولكن سريعًا ما أصطاد بها سمكة كبيرة»!

نظرت السيدة إلى ما تحت الخشبة، وإذ هو عش صغار الثعابين السامة والخطيرة جدًا. فصرخت في وجه الصبي في شفقة عليه:

- «أرني يدك سريعًا»!

وعندما فتح الغلام يديه كانتا مليئتان بالجراح، وقد تورمتا، وابتدأ لون جسمه يتغير من سموم الثعابين الصغيرة.

وفورًا تركوا الصيد، وأخذوا الولد إلى أقرب مستشفى، حيث استمر الطبيب يحقن الولد بالمصل المضاد لسم الثعابين، وبحقن أخرى مضادة للسموم. واستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أنقذوا الفتى، عندئذٍ قال لهم الطبيب:

- «لو تأخرتم، ولو نصف ساعة، لكان الموت هو المصير الحتمي لهذا الغلام».

قارئي العزيز .. قارئتي الفاضلة، هل رأيت كيف أن هذا الولد الساذج كان يلعب مع الثعابين الصغيرة، دون أن يدري الخطر المحدق الناتج عن ذلك؟ بل بالعكس، كان سعيدًا بالنتائج الخادعة وهو يصطاد أسماكًا كبيرة! إن الكتاب المقدس يخبرنا بأن {أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا} (رومية23:6). فالخطية خادعة والخطية خاطئة جدًا (رومية13:7).

قال سليمان عن شرب الخمر، وهي عَيِّنَة واحدة من الخطايا المتنوعة التي من الممكن أن تخدعنا {لا تنظر إلى الخمر إذا احمرَّت، حين تُظهر في حبابها في الكأس، وساغت مرقرقة، في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان} (أمثال31:23، 32). فالخطية تبدو جذّابة في البداية: {احمرّت ... ساغت مرقرقة}، ولكن النتيجة المؤكدة: {في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان}. إن الشيطان {الحية القديمة} (رؤيا2:20)، يُسمى {التنين العظيم} (رؤيا9:12). لأنه كان قتّالاً للناس منذ البدء (يوحنا44:8).

لهذا أدعوك الآن أن تحتمي في المسيح، ففيه العلاج الوحيد، وفي دمه المسفوك لأجلك على الصليب المصل الواقي والمُطهِّر من الخطية {دم يسوع المسيح ابنه (أي: ابن الله) يُطهِّرنا من كل خطية} (1يوحنا7:1).

عزيزي، أنت لن ينفعك الهزار مع الثعابين الصغار. اسمع الله يُحذّرك من الشيطان، الذي يبتغي أن يهلكك في النار، قائلاً: {السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويُهلك. وأما أنا فقد أتيت لكي تكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف} (يوحنا10:10، 11).

فتعال إليه الآن مُصليًا معي دون تأجيل، فالسم يسري في الدماء بسرعة ..

صلاة:
أيها الرب يسوع البارّ ..  يا من لأجلي احتملت العار ..  يا من في صلبك شربت المرار ..
وذاب قلبك في داخلك بالنار ..  حررني من الشيطان الجبّار ..  واخرجني من خلف الأسوار ..
فبدمك لي فيك الانتصار.  آمين.

زكريا استاورو